الجمعة، 3 أكتوبر 2025

الخدمة الاجتماعية الرقمية: كيف غيَّرت التكنولوجيا أفق التدخل المهني؟


الخدمة الاجتماعية الرقمية: كيف غيَّرت التكنولوجيا أفق التدخل المهني؟

لم تعد الخدمة الاجتماعية حبيسة المكاتب وزيارات المنازل التقليدية. مع الانفجار الرقمي، انتقل الأفق المهني للأخصائي الاجتماعي إلى شاشات الهواتف والحواسيب، مُحدثًا ثورة في مفهوم التدخل والتواصل. لقد غيَّرت التكنولوجيا دورنا من مجرد "مُعالِج" إلى "مُمكِّن رقمي".ِ

فكيف أعادت هذه الأدوات تشكيل مهنتنا، وما هي أبرز الفرص والتحديات؟

1. توسيع نطاق الوصول: تكسير الحواجز الجغرافية

في الماضي، كان وصول الأخصائي الاجتماعي مقيدًا بالحدود الجغرافية. اليوم، أصبحنا قادرين على:

  • تقديم الاستشارات عن بعد (Tele-Social Work): عبر تطبيقات مثل Zoom وGoogle Meet، يمكن تقديم الدعم والمتابعة للأفراد في المناطق النائية أو الفئات التي يصعب عليها الحركة.

  • المجموعات العلاجية الافتراضية: إنشاء مجموعات دعم متخصصة (لضحايا التنمر، أو للآباء الجدد) تجمع المشاركين من أماكن مختلفة، مما يعزز تبادل الخبرات والدعم المتبادل.

2. أدوات ذكية لتقييم الاحتياجات والتدخل

التكنولوجيا لم توفر لنا التواصل فحسب، بل منحتنا أدوات لتحسين كفاءة العمل:

  • تطبيقات إدارة الحالات: استخدام برامج متخصصة لتنظيم ملفات العملاء، وتتبع خطط التدخل، وضمان سرية البيانات بشكل أفضل من الملفات الورقية القديمة.

  • الذكاء الاصطناعي (AI) في الفرز: بدأت بعض المؤسسات في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الأفراد أو الأسر الأكثر عرضة للخطر، مما يسمح لنا بالتدخل الوقائي المبكر.

3. التحدي الأكبر: أخلاقيات المهنة في الفضاء الإلكتروني

رغم المزايا، تفرض علينا الخدمة الاجتماعية الرقمية تحديات أخلاقية جديدة يجب التعامل معها بوعي وحذر:

  • حماية البيانات والخصوصية: كيف نضمن أمن وسرية المعلومات الحساسة للعملاء عند استخدام منصات التخزين السحابي أو تطبيقات المراسلة؟

  • الحدود المهنية: يصبح الفصل بين الحياة الشخصية والمهنية صعبًا عندما يكون الأخصائي والعميل على نفس المنصة الاجتماعية (فيسبوك أو غيره). يجب وضع سياسات واضحة لـ "البصمة الرقمية" للأخصائي.

  • الإنصاف الرقمي: كيف نضمن أن الخدمات الرقمية تشمل الفئات التي لا تمتلك وصولاً جيدًا للإنترنت أو مهارات رقمية؟


أفق جديد يتطلب مهارات جديدة

لقد أثبتت التكنولوجيا أنها ليست مجرد إضافة فاخرة، بل هي مكون أساسي في أفق الخدمة الاجتماعية الحديث. ليبقى الأخصائي الاجتماعي فعالاً، عليه أن يطور باستمرار مهاراته في الأمان الرقمي، التواصل عن بعد، وفهم القوانين المتعلقة بالبيانات.

شاركنا رأيك:

كيف ترى التوازن بين التدخل التقليدي والممارسة الرقمية في مجال الخدمة الاجتماعية؟ وما هي الأداة الرقمية التي لا تستغني عنها في عملك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حين يتكلم الألم…

🩺  حين يتكلم الألم… قصة حالة طبية كشف فيها الأخصائي الاجتماعي ما عجزت عنه الأجهزة 💠 وصف الحالة: سيدة تبلغ من العمر (42 عامًا) تُدعى “...